لماذا يكره طغاة حكّام العرب أنفسهم؟


Jalah Al-ghalib


لماذا يكره طغاة حكّام العرب أنفسهم؟
لماذا ينتحرون؟
الشعوب العربية مؤمنة قوية لا تنتحر إنما تستشهد من أجل الحرية، من أجل محاربة الفقر والظُّلم والطغيان والفساد..
طغاة حكّام العرب هم من ينتحرون حين يعزلون أنفسهم في بروج عالية، صوانية، لا يدخل عليهم لا إنس ولا جان إلا مَن يُسمِعُهم ما يُرضِيهم من تدليس ونفاق؟؟
طغاة ليسوا بحاجة لمؤامرات خارجية ولا داخلية.. لا حاجة لهم بأعداء ليسقطوا من فوق كراسيهم.. فعَدوُّهم الحقيقيّ أنفسهم، زوجاتهم، أبناؤهم، أفراد بطانتهم المستفيدين من غبائهم وضيق أفقهم..
هؤلاء الطغاة بفسادهم وفساد من حولهم، بجشعهم وجشع من حولهم .. هم مَن يَحيكون المؤامرات لأنفسهم، هم من يُسقطِون أنفسهم بأنفسهم..
حكّام طغاة لم يسألوا أنفسهم:
ـ هل سجّلَ التاريخ قطّ اسم حاكم عادل نزيه عمل لصالح وطنه ثار عليه شعبه وأطاح به؟؟
ـ هل يوجد شعب عبر التاريخ ثار على النظام الذي يحكمه واستشهد منه الألوف وهو يعيش حياة هادئة هانئة رغدة لأن كرامته مُصانة بعد أن حصل على حقوقه في العلم والعمل والعلاج والسكن وحرية الرأي!!؟
الطغاة من حكّام العرب هم من ينتحرون..
هم من يكرهون الخير لأنفسهم، فعوضًا من أن يسجّلوا أسماءهم من خلال عدلهم وحبهم لشعوبهم بماء الذهب في أوراق التاريخ، هم يسجلونها بدم الشهداء من شعوبهم فيلفظهم التاريخ في مزبلته..
أحدهم بعد أن فات الأوان يعلن أنه الآن "فهم" ماذا يريد شعبه.. صح النوم..!!
وآخر يريد خروج آمن مشرِّف يصون كرامته.. متجاهلاً كم أَذَلَّ وأهان وهدر كرامة شعبه.. يا للوقاحة..!!
و"العجبة" الذي أعلن أن مَن ينتحر فسوف يحكم عليه بالإعدام، هذا "أبو شوشة منبوشة" من المؤكد لن ينتحر، فبما أنه ضليع في علم اللغات لذا فهم المعنى الحقيقي لكلمة "ديمو/كراسي" الذي كان خافيًا على الجميع، وبالتالي قرّر أنه: " وحياة خالقكم ما أنا مفارقكم"
لذا سيظلّ مبلّط على الكرسي من المهد للّحْد.. رغم أنه يدرك أن الدور سيأتي عليه، فقد بشَّر سبحانه وتعالى القاتل بالقتل ولو بعد حين..
أما "القط أبو سبع أرواح" فنار الدّنيا التي أحرقت جسده وسوّدت وجهه، لم تُذَكِّرْهُ بجحيم نار الآخرة وعذابها، ما زال متمسّكًا بكرسيّه وصراخ دم الشهداء في بلده يصيح:
" اِرحلْ.. اِرحلْ.. ليس فقط من البلد بل من العالم بأسره"
وأخيرًا وليس آخرًا الرئيس الطبيب المتعلّم الذي كما نسي يمين تولّيه الحكم بعد أن ورثه عن أبيه، نسي أيضًا اليمين الذي أقسمه في كلية الطب الذي يلزمه إنقاذ حياة المرضى والمجروحين والمحافظة على الأرواح.. نسي رسالته المقدّسة وحقّ شعبه في العيش الكريم، لكنه لم ينسى تهريب زوجته وأبنائه إلى الخارج.. وظلّ يخرج علينا مؤكّدًا أن نظامه يتعرض مؤامرة خارجية..!!
من مهازل أخبار هؤلاء الطُّغاة.. ما نشرته جريدة الأهرام في صفحتها الأولى في 7 يوليو تحت عنوان "وزير الصحة: مبارك لا يعاني مشكلات صحية من أي نوع" بأن "سوزان ثابت" تحرص (أرجو أن تضعوا ألف خطّ تحت كلمة تحرص) على منع دخول كلّ الصحف إلى غرفته تحسُّبًا من تراجع حالته الصحية إذا ما علم بالمحاكمات التي تتم لرموز نظامه، خاصة من كانوا مقربين منه.
يا للمهزلة.. إذًا من المؤكد أن التلفاز الموضوع في غرفته قنواته مبرمجة فقط على قنوات "طرب" و"وناسة" والأطفال ..!!
يبدو أن السيدة سوزان ما زالت تحلم بعودة زوجها للحكم وتوريث ابنها كرسيَّ الرئاسة.. لذا "تحرص" على سلامة قلبه الحنون الرهيف .. فالرجل حسّاس لا يحتمل أي معاناة أو حتى مضايقة لرفقائه..
حاكم "أصيل" شيمته الوفاء.. قلبه على رموز نظامه الذين لا يتعدّى عددهم المائة، وليس على الملايين من شعبه..!!
جميعنا ندرك أن استمرارية وسلامة أي حاكم أساسها:"عدلت فأمنت فنمت" أي ببساطة العدل.
نحن كمسلمين ومؤمنين نعلم أن الله جل جلاله يعز من يشاء ويذل من يشاء ..
لقد أعز الله هؤلاء الحكام حين مكنهم من تولي السلطة، ولكن بما أنه هو العدل ،الحق ،المنتقم، الجبار، الذي يُمهل ولا يُهمل..
"الآن" وببساطة وبدون إي تحاليل سياسية ولا فلسفة فكرية..
"الآن" الواحد الأحد "يذل" هؤلاء الطغاة يعاقبهم لأنهم أساءوا استعمال هذه السلطة....
هؤلاء الطغاة عاجلاً أم أجلاً سيُعلن عن وفاتهم.. فالخلود الذي يجعلهم يتمسكون بكراسيهم ..هذا الخلود لله عز وجل وحده، أما هم فراحلون.....
سيذهب كل هؤلاء الطغاة وستظل الشعوب.. لأننا نعيش العصر الذهبي للشعوب المسلمة العربية عصر" استجابة القدر" .
الجمعة 8 يوليو 2011

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad