كلما سمعت اعتراف دولة بالمجلس الانتقالي الليبي أحسست بغصة في حلقي..وألم
يعتصر فؤادي أن هذه الدولة المعترفة ليست بلدي .. قبلة المسلمين..وبلاد الحرمين
الشريفين المملكة العربية السعودية..!
هل حقا ما يقال: لن تعترف السعودية بثورة الليبيين الشرعية ضد الطاغية المجرم إلا
إذا اعترت أمريكا..؟!
هل يمكن لعقل أن يتصور أن بلدا بهذا الثقل الديني عند كل مسلم.. ويفترض به أن
يكون حامي جناب التوحيد..هل يمكن أن يكون إلى هذه الدرجة من التبعية..؟!
والله لا أكاد أصدق..وأقول في نفسي لعل لقومي عذرا أجهله..لكني أرتد على
نفسي متحسرا..وهل تحجب الشمس بغربال..؟
فالطاغية القذافي ساقط الشرعية..مغرق في كل صنوف الإجرام..وشعبه بكامله ثائر
عليه رافض لوجوده بينهم..فضلا أن يكون له بينهم دور سياسي بعد كل جرائمه
وطغيانه..
والأمم كلها تداعت عليها حتى من كان له صديق أو مجامل..انقلب عليه لمّا رأوا ما
يرتكبه من فظائع في حق شعب جريمته الوحيدة أنه يريد العيش بكرامة وحرية..
ومع هذا لا زال بلدي الذي يجب أن يكون في طليعة من يعترف بحق المستضعفين
المضطهدين يٌغرق صمت مريب..
بل هالني كثيرا ما قرأته عن انتظار مسئول العلاقات الخارجية بالمجلس الليبي علي
العيساوي سبع عشرة ساعة في مطار القاهرة في انتظار الموافقة له للسفر إلى
السعودية.. ولا أدري هل تم له ذلك أم لا..؟ والأغلب أنه لم يتم إن صح الخبر..!
بلدي الحبيب.. تستطيع أن تكون في الطليعة ليس تعاليا ولا كبرا ولكن نصرة
للمسلمين وحمل لهمومهم..وتالله أن ثوار ليبيا و"مندسي" سوريا أولى بالنصرة
والدعم من لبان وبيوت دعارته..
متى تتخلص يا بلدي من العصابة المنافقة التي غدت تتحكم في مصيرك..وتدفعك
بقوة أن تكون مكروها عند كل المسلمين الأحرار..؟!
الله المستعان
خالد الحاني الساحات العربية
